الاثنين، 20 أبريل 2020

الصدّ عن الدعوة النبوية

الصدّ عن الدعوة النبوية :
.
استهزأت قريش برسول الله ص وآذته ، وكانوا يوكلون به صبيانهم وعبيدهم ، فيلقونه بما لا يحب . وكان أشهر هؤلاء المستهزئين من صناديد قريش الوليد بن المغيرة المخزومي ، والأسود بن عبد يغوث الزهري ، وكان معهما آخرون . واستمرت المواجهة بين النبي من جهة والشرك من جهة أخرى ، طوال أيام الدعوة النبوية في مكة .
وقد نزلت في هذه المجموعة من المشركين آيات من الكتاب العزيز ؛ لأنهم هم الذين كانوا يقودون عمليّة المواجهة مع رسول الله ص بكل أشكالها ، ومنها ما قام به أبو لهب ، عمّ النبي ص - فقد لعب دورا كبيرا في الصد عن الدعوة ، مظهرا العداء الحاد الشديد للنبي ص ، فهو أول من واجه رسول الله ص حينما صعد إلى الصفا ، وأنذر قريشا الإنذار الأول ، وقال لهم : «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد!» ، فقال أبو لهب
تبا لك ، ألهذا دعوتنا جميعا؟!» .
وكان يؤذي النبي ويلاحقه ويسيء إليه ، منذ أوائل أيام الإعلان عن الدعوة . فقد روى طارق المحاربي ، قال : بينا أنا بسوق ذي المجاز ، إذ أنا بشاب يقول : أيها الناس ، قولوا
لا إله إلا الله تفلحوا ، وإذا برجل خلفه يرميه ، قد أدمى ساقيه وعرقوبيه ، ويقول : "يا أيها الناس إنّه كذاب ، فلا تصدّقوه . فقلت : من هذا ؟ فقالوا : "هو محمد يزعم أنه نبي ، وهذا
عمه أبو لهب ، يزعم أنه كذاب .
وكانت امرأته ، أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان ، تنم على رسول الله ؛ أي تنقل أحاديثه إلى الكفار ، وكانت لها قلادة فاخرة من جوهر أرادت إنفاقها في عداوة رسول الله ، وكانت تحمل الشوك والغضا ، فتطرحه في طريق رسول الله ص إذا خرج إلى الصلاة ، فوصفها الله تعالى بحمّالة الحطب ، وأنزل الله تعالى سورة المسد .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق