الأربعاء، 25 مارس 2020

خرف الرطب



خرف الرطب : عند عملية الخرف تكون ثمرة النخلة قد مرت بمراحل متعددة ، فبعد عملية التنبيت أو التلقيح يكبر العذق ويغدو عسقة منحنية في شكل نصف دائرة ، هي كما وصفها الله عرجونا ، وتكبر الثمرة قليلا ويخضر لونها ، وتسمى في هذا الوقت (حبمببا) ، وعندما يكبر الحبمبب يسمى (خلال) ، وحين يكبر ويصفر أو يحمر يسمى (بسرا) ، وعندما يطيب يسمى رطبا لتبدأ عملية جنيه ، ويسمي الناس في القرية عملية جني الرطب (خرفا) .
ويمارس هذه العملية الرجال للنخيل الطويلة التي تتطلب ركوبا لها بالكر ، أما النساء والأطفال فيخرفون النخيل الصغيرة ، ويخرف الرطب رطبة رطبة بعملية لا تؤذي العذق ولا تؤدي إلى سقوط البسر الذي لم يطب بعد ، ويوضع عادة في قفة مصنوعة من خوص النخيل أو في سلة أو (سباك) مصنوع من البوص أو من عيدان تستل  من عسق النخيل .
الترويس : عند ابتداء طلوع طلع النخيل ، وقبل أن تتشقق هذه الطلوع ، يجب أن تتم عملية ترويس النخيل بإزالة الشوك الجديد والأعذاق القديمة من النخلة ، وتهيئتها لاحتضان الثمرة الجديدة . وتبدو النخلة بعد عملية الترويس مزينة بطلعها الجديد جاهزة لدورة جديدة من الإنتاج .
التنبيت : وعندما تتشقق طلوع النخيل ، تبدأ عملية التنبيت التي هي تلقيح الطلع بلقاح مستخرج من ذكور النخيل الذي يطلق عليه (فحال) ، ويمارس هذه الترويس والتنبيت متخصصون في ذلك ، وخصوصا عندما تكون النخلة ذات طول يلزم ركوبها بواسطة الكر الذي لا يتقنه إلا المتخصصون .
التحدير : عملية تحدير العذوق وترتيبها تسهيلا لجني ثمرتها ، وفي عملية التحدير تزال الكرب العسقات القديمة وليفها ، وتقطع السعفات التي كانت خضرات فيبست ، ويخفف حمل النخلة الثقيل بقطع عدد من عذوقها الزائدة ، وتبدو النخلة بعد عملية التحدير في أبهى زينتها وحلاتها .
لا يصنف أهل النويدرات على أنهم فلاحون مرتبطون بزراعة الغلات والمحاصيل الزراعية ، ولكنهم ارتبطوا بالنخيل التي تحتاج إلى خبرات واسعة في الري والصرف ، والغرس ، والتلقيح ، والتثمين ، والجني ، والتخزين ، وغيرها من الأمور التي تطلبها زراعة النخيل . وتتطلب هذه الحرفة أعمالا متعددة تتم في مواسم محددة من كل عام ، ومارس هذه الأعمال شباب ورجال من القرية ، وساهمت النساء بشكل أو آخر في هذه الأعمال ، ونشير فيما يلي إلى أبرز النشاطات الممارسة في هذا المجال .
الكسح : تحتاج شبكة مياه الري والصرف التي تسقي النخيل إلى عناية مستمرة لتنظيفها من الطمي الذي تنقله المياه الجارية ، والحشائش التي تنبت بها . وتقع المسؤولية على مالكي الأراضي والمتضمنين للنخيل لتنظيف هذه الشبكة من ذلك . وتسمى عملية التنظيف هذه (الكسح) ، ويقوم عليها رجال متخصصون ذو جلد وقدرة وصبر وخبرة بعملية الكسح التي لا يجب أن تؤثر سلبا في شبكة المجاري . ومن الجدير بالذكر هنا ، أن بعض من مارس هذه الحرفة وأتقنها كفيفو البصر ، لكنهم كانوا يمتلكون العزيمة والصبر على الشدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق