الخميس، 9 أبريل 2020

مكانة قريش بين العرب

مكانة قريش بين العرب :
.
أكسبت سدانة قريش البيت العتيق شرفا ومكانة . وكانت قريش من نسل إسماعيل وإبراهيم ، فمنحها اتصال نسبها بهما نفوذا وخطرًا عند العرب الذين يعتبرون الأنساب مصدر شرف وسؤدد ؛ لأنهم يتعرضون للغارات والسبي ، الأمر الذي جعل لديهم حساسيّة خاصّة تجاه هذا الأمر ، ولأن قريشا كانت تحمي أداء شعائر الحج التي هي من بقايا الحنيفيّة ، فقد أصبح الناس ينظرون إلى قريش نظرة فيها الكثير من الاحترام والتقديس والإكبار كل ذلك جعل العرب يعتبرون مكة حرمّا يأمن من لجأ إليه ، حتى أن أحدهم قد يلتقي فيها بقاتل ولده ، أو أييه ، فلا يؤذيه ، ولا يستطيع أن يثأر منه وبعدما أصبحت السدانة للبيت بيد قريش ، اكتسبت بذلك مكانة ونفوذا واحتراما وتقديسا وإكبارًا في نفوس العرب . كما اكتسبت قوة في الاقتصاد والتجارة . فوفر وجود الكعبة بكل قداستها لدى القبائل العربية في شبه الجزيرة لقريش زعامة روحية واحتراما بين قبائل العرب قاطبة . ثم جاءت واقعة الفيل وفشل الهجوم العسكري الذي شنه أبرهة على مكة من أجل هدم الكعبة ، فعززت هذه الواقعة من مكانة قريش وزعامتها الروحيّة .
خاصة وأن مفاتيح الكعبة وسدانة البيت كانا بيد قبيلة قريش ، والتي حصلت على ألقاب عديدة تنطوي على بعض القداسة من قبيل : «آل الله» ، «جبران الله» و«سكان حرم الله .
وهكذا وجدت قريش نفسها في موقع فريد بين القبائل العربية .
وبسبب هذا الموقع الفريد لقريش ، فقد سعت إلى تعزيز نفوذها وفرض سيطرتها على القبائل الأخرى .
وبسبب تجارتها إلى الشام وإلى اليمن وإلى الخليج الفارسي ، اكتسبت قريش علاقة خاصة بالزعامات السياسية المسيطرة على هذه البلدان : كالقياصرة والأكاسرة ، فتجد أن هاشم بن
عبد مناف ينادم قيصر ، وأن أبا سفيان يقابل قيصر ، وعلى علاقة خاصة بأخيه ثيودوروس .
وهكذا ، تظافرت الأسباب والعوامل المساعدة ، النسبية والدينية ، والسياسية والاقتصادية ؛ لتجعل قريشا سيدة العرب بلا منازع ، حتى أن رسول الله ؟ قال: «الناس
تبع لقريش ، برهم تبع لبرها، وفاجرهم تبع لفاجرها .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق