الاثنين، 20 أبريل 2020

الصد عن الدعوة في موسم الحج

الصد عن الدعوة في موسم الحج :
.
حينما أتى ثاني موسم للحج أو العمرة بعد إعلان الدعوة العامة في السنة الخامسة للبعثة ، أتت وفود العرب إلى مكة ، وكانوا قد سمعوا بأمر رسول الله ص ، وبلغ صدى الدعوة بينهم حدّا ؛ بحيث احتار المشركون في كيفية مواجهتهم لها في الموسم ، فاجتمع بعض المستهزئين من قريش - أبو جهل ، وزمعة بن الأسود ، وعمرو بن هشام ، وهو بطب بن عبد العزى - وتشاوروا في أمر النبي ص ، فقال أبو جهل : «هو مجنون» ، وقال زمعة: «هو شاعر ، وقال حويطب : «هو كاهن» . ثم أتوا الوليد بن المغيرة وعرضوا ذلك عليه ، وكان ذا سن فيهم ، فقال لهم : «يا معشر قريش! إنّه قد حضر هذا الموسم . وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ، ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويردّ قولكم بعضه بعضا .
وقال لهم : «إن أقرب القول فيه أن تقولوا هو ساحر ، جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجه ، وبين المرء وعشيرته , فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون بسبل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه ، وذكروا لهم أمره .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق