الثلاثاء، 21 أبريل 2020

رسول الله وبنو هاشم في قلب المقاطعة

رسول الله وبنو هاشم في قلب المقاطعة :
.
أمام هذا القرار الخطير في المواجهة ، جمع أبو طالب بني هاشم ، وحلف لقريش بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة : «لئن شاكت محمّدًا شوكة لأثبنَ عليكم» .
وكان أبو طالب يحرس النبي ص في الليل والنهار ، فإذا جاء الليل وأخذ النبي ص مضجعه ، ونامت العيون ، جاء أبو طالب ؛ فأنهضه عن فراشه ، وأضجع عليّا مكانه وأضجع النبي ص في موضع آخر ، ثم قام بالسيف عليه ورسول الله نائم ، فلا يزال الليل كله هكذا .
وبقوا في الشعب أربع سنين ، لا يجسرون على الخروج منه ، ولا يأمنون إلا في الموسم ، ولا يشترون ولا يبايعون إلا في الموسم ، وكان يقوم في مكة في كل سنة موسمان : موسم العمرة في رجب ، وموسم الحج في ذي الحجة ، فكان إذا جاء الموسم ، خرج بنو هاشم من الشعب ، فيحاولون الاستفادة من قدوم الناس من غير قريش للشراء منهم أو لبيعهم ، ولكنّ قريشا كانت تدعو الناس إلى مقاطعتهم ، إمّا بالترهيب وإمّا
بالترغيب . ثم لا يجسر أحد منهم أن يخرج إلى الموسم الثاني ، فأصابهم الجهد بذلك .
وكان علي بن أبي طالب أثناءها يأتيهم بالطعام سرًا من مكة .
وكان أبو العاص بن الربيع ، وهو ختن رسول الله على ربيبته زينب ، يجيء بالعير في الليل عليها البر والتمر إلى باب الشعب ، ثم يصيح بها فتدخل الشعب . ولذا ، قال رسول
الله ص : «لقد صاهرنا أبو العاص ، فأحمد صهرنا ، لقد كان يعمد إلى العير ، ونحن في الحصار ، فيرسلها في الشعب ليلا» .
وكان رسول الله ص يخرج في كل موسم ، ويدور على قبائل العرب ، يدعوهم إلى الإسلام ، وكانت قريش تواجهه ، وتمنع العرب من الاتصال به .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق