السبت، 9 مايو 2020

خريطة الدفاع النبوية - معركة الخندق

خريطة الدفاع النبوية - معركة الخندق :
.
توزعت خريطة الدفاع النبوية على مجموعة محاور ، وهي :
.
المحور الأول : البعد الروحي :
كان رسول الله ص في تلك الظروف يتوجه إلى الله تعالی ؛ حيث جثا على ركبتيه باسطا يديه ، باكية عيناه ، ينادي بأشجى صوت : «یا صريخ المكروبين ، يا مجيب دعوة
المضطرين ، اکشف همي ، وكربي، فقد ترى حالي » .

المحور الثاني: الحراسات وسد الثغرات :
من أجل سد الثغرات التي قد تتحول إلى رأس جسر للعبور إلى داخل تحصينات المسلمين ، قام ص بتسيير الدوريات الأمنية والحراسات الليلية على طول الخندق .
وكانوا ثلاثمئة، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب . وتوزعت مواقع الحراسة بحيث تستطيع المراصد أن ترى الجانب الآخر من الخندق ، واهتم المسلمون بحراسة مقر قيادة النبي ص كل ليلة ، فكانوا يتناوبون على الحراسة .
وكان النبي ص يحرس بنفسه ، ويشارك في كل الأنشطة العسكرية ، وكان علي بن أبي طالب ع يشرف على العسكر كله في الليل ، يحرسهم من غدر قريش ، فإن تحرك أحد من قريش كان هو من يتصدى له وينابذه . وكان ينفذ لمواقع العدو ليلا ، فيجوز الخندق ويصير إلى قرب قريش حيث يراهم ، ويرصد تحركاتهم ، فلا يزال الليل كله ، فإذا أصبح رجع إلى مركزه .
في المقابل ، كان المشركون عند الخندق يطبقون إجراءات حذر ودفاع ، فتوزعوا الحراسات والكمائن ، وسيروا دوريات متحركة ، وكانوا يطيفون بالخندق طوال الليل حتى يصبحوا ، وهكذا كانت العيون الحذرة من الجانبين ؛ فلم يكن سهلا اختراق الخندق .
.
المحور الثالث : مراقبة حصون بني قريظة :
حرص النبي ص على رصد تحركات ومواقع وحصون بني قريظة لمعرفة مواضع الخلل ، واحتمالات الهجوم من قبلهم ، فأرسل العيون والمستطلعين . وقد حصل بسبب ذلك كثير من الاحتكاكات ، وقتل يهود في اشتباكات متفرقة كالذي قتلته صفية ، والذي قتله رجل من بني حارثة . وقد كان هذان اليهوديان إما في مهمة استطلاعية أو بهدف السطو وكانت الدوريات مكثفة تبلغ الدورية الواحدة مئتي رجل يحرسون المدينة من جهة بني قريظة ، وكانوا طوال الليل يظهرون التكبير حتى الصباح .
.
المحور الرابع: قوة التدخل :
في الوقت نفسه ، شكل النبي بقيادة علي بن أبي طالب ع قوة ضاربة متحركة سريعة من بضعة وثلاثين فارسا ، كانت تتحرك باستمرار على طول الخندق ما بين طرفيه ، وذلك لمنع العدو من القيام بأية محاولة اختراق للخندق عبر استغلال مسافة عمياء بين مواقع الحراسة الثابتة .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق