الخميس، 30 أبريل 2020

إجراءات أبو سفيان لحماية القافلة

إجراءات أبو سفيان لحماية القافلة :
.
كان أبو سفيان قد عرف عند توجهه بالقافلة إلى الشام ، أن رسول الله ص يترصد القافلة ، فقد أخبره رجل من جذام أدركه بالشام أن محمدًا كان قد عرض لقافلتهم ، وأنه
ينتظر رجعتهم ، فخاف أبو سفيان خوفا شديدًا ، واتخذ الاحتياطات الكافة عند رجوعه من الشام ، ومنها :
.
1، تحرّي أخبار المسلمين :
أخذ يسأل القوافل عن رسول الله ص إلا أنه لم يستطع الوصول إلى نتيجة ، ففضل أن يضع قريشا في صورة الخطر المحدق بتجارة قريش وأموالها فاستأجر أحد حراس القافلة ، وأمره أن يصيح بهم : «يا آل غالب ، اللطيمة اللطيمة ، العير العير ، أدركوا أدركوا وما أراكم تدركون ، فإنَ محمدًا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم .
.
2، تغيير مسير القافلة :
وفيما كانت قريش تستنفر لحماية القافلة وتسير لملاقاة أبي سفيان ، كان أبو سفيان قد شارف منطقة بدر ، فأوقف القافلة وتقدمها ، وأقبل وحده حتى انتهى إلى ماء بدر ، فوجد شخصا سأله عن رسول الله ص ، فأخبره بأنه لم ير رسول الله ص ، ولا أية تحضيرات له ، إلا أنه أخبره بأنه رأى راكبين أناخا راحلتيهما هنا . فجاء أبو سفيان إلى مناخ إبلهما ، ففت أبعار الإبل بيده ، فوجد فيها النوى ، وقال : «هذه علايف يثرب! هؤلاء عيون محمّد!» ، ورجع مسرعا ، وأمر بالقافلة ، فتركت جادة يثرب مكة ، واتجهت غربا نحو ساحل البحر الأحمر ، وتركوا الطريق ، ومروا مسرعين قاصدين مكة .
.
3. طلب المعونة من مشركي مكة :
وصلت الأنباء إلى قريش بأن محمدًا وأهل يثرب يريدون أن يعترضوا قافلتهم ، فتصايح الناس في مكة ، وتجهزوا سراعا ، وتهيؤوا للخروج ، وأعدّ كل صناديد قريش ورجالها المقاتلون أنفسهم للتحرك نحو المدينة ، وما بقي أحد من عظماء قريش إلا أخرجوا مالا وحملوا وقووا ، وخرجوا على الصعب والذلول ، ما يملكون أنفسهم وبلغ استنفار قريش لقواها درجة أنهم هددوا من لم يخرج بهدم داره ، حتى أنه من اضطر إلى التخلف ، ولم يستطع دفع نفقة مقاتل أخرج مكانه رجلا .
وكان معهم سبعمئة بعير ومئات الخيول وستمئة دارع ، وكان يتبرع بالإطعام رجل منهم كل يوم ، فينحرون لهم تسعا أو عشرًا من الإبل .
وحينما خالف أبو سفيان الطريق ونجا بالقافلة ، ووصل إلى مكة ، أرسل بطلب من قريش الرجوع ، فحدث بين رجال قريش اختلاف في الاستمرار وعدمه . ولكن أبا جهل
أبى ذلك وأصر على مواصلة التقدم نحو المدينة .
وهكذا ، ليس إنقاذا لقافلة أبي سفيان المهددة فقط ، ولكن لاستعادة هيبة قريش وأمن التجارة المكيّة على طريق الشام . فأصرّوا على التقدم والوصول إلى بدر ، بل كانوا عازمين على الاستمرار بعد ذلك إلى المدينة ، وأقبلت قريش ، فنزلت بالعدوة اليمانية في مكان مرتفع .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق