الاثنين، 13 أبريل 2020

رضاعة النبي محمد ص

رضاعة النبي محمد ص :
.
كان أشراف مكة قد اعتادوا على تسليم أطفالهم إلى المراضع اللواتي كن يسكن البادية . وكانت أمه قد أرضعته أياما قبل أن تأتي حليمة السعدية لأخذه ، بعد أن اختارتها آمنة لا على غيرها . ويبدو أنها تركت الكلمة الأخيرة والقرار في ذلك لجده عبد المطلب ؛ لأنه يقوم مقام أبيه ، فأحالتها عليه . دخلت عليه حليمة وهو جالس بالصفاء وكان له سرير منصوب عند الكعبة يجلس علية للقضاء بين الناس ، فلمّا أتته قالت له :
نعمت صباحا أيها السيد ، فقال لها : «من أين أنت أيتها المرأة؟» . قالت: «من بني سعد ، أتينا نطلب رضيعا نتعيش من أجرته ، وقد أرشدت إليك» . فقال : «نعم ، عندي ولد
لم تلد النساء مثله أبدًا ، غير أنه يتيم من أبيه ، وأنا جدّه أقوم مقام أبيه ، فإن أردت أن ترضعيه دفعته إليك ، وأعطيتك كفايتك بها ، فسرت حليمة ، وتسلمته من أمه ، وانطلقت
إلى ديارها وفي تلك السنة ، كان القحط قد أصاب بني سعد ، ومسّهم الضرّ والشقاء ، ولكن ما إن وصل محمد إلى تلك الديار حتى بدأت البركة والخير يغمران منزل حليمة ، فقد
سمنت أغنامها بعد الهزال ، وزاد لبنها بعد النضوب .
وحين أبصر نور مكة لم يبصر أباه عبد الله ، ثم شاء الله سبحانه أن يعوضه عن حنان الأمومة حنانه ورعايته الفريدة ، وأن تتوفى آمنة وهو لم يتجاوز السادسة من عمره الشريف
عندما كان يصحبها في سفر إلى يثرب ؛ لزيارة أخواله بني عدي بن النجار ليتعرف إليهم .
فقد مرضت وتوفيت في طريق العودة إلى مكة في قرية تدعى «الأبواء» ، فبقي رسول الله يتيمّا لا أب له ولا أم ، فاحتضنته أم أيمن ، وسلمته إلى جده عبد المطلب .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق