الخميس، 30 أبريل 2020

إجراءات النبي ص المعنوية والعسكرية يوم اللقاء في بدر

إجراءات النبي ص المعنوية والعسكرية يوم اللقاء في بدر :
.
في يوم السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة ارتحلت قريش ، وهكذا سبق المشركون إلى بدر ، وأناخوا في العدوة القصوى في جانب الوادي ، وكان فيها الماء ، ولكن الأرض قد أوحلت تحت أقدامهم بسبب المطر الذي هطل عليها ليلا ، حتى طمست أقدامهم في الأرض ، فأمر النبي ص المسلمين بعدم اعتراضهم ولكنه قام بأمور عدة استعداداً للمعركة ، وهي :
.
1. التوجه إلى الله تعالى بالدعاء :
لما رأى رسول الله ص قريشا ، قال : «اللهم ، إنك أنزلت على الكتاب ، وأمرتني بالقتال ، ووعدتني إحدى الطائفتين ، وإنك لا تخلف الميعاد . اللهم ، هذه قريش قد أقبلت بخيلاتها وفخرها تحادّك وتكذب رسولك . اللهم ، نصرك الذي وعدتني ، اللهم أحنهم  الغداة » . وعن الإمام محمد الباقر ع قال : «لما نظر النبيلة إلى كثرة المشركين وقلة المسلمين استقبل القبلة ، وقال : «اللهم ، أنجز لي ما وعدتني ، اللهم ، إن تهلك هذه
العصابة لا تعبد في الأرض أبدا .
وأصبح المسلمون وقد ارتاحوا وهدأت أعصابهم بسبب النعاس الذي ألقاه الله تعالى عليهم ، وتصلبت أرضهم ، وامتلأت قربهم بسبب المطر . وقد أشار سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله : "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت أقدامكم" .
ومن الجهة العسكريّة ، لم يُحدث المطر أي مشكلة في العدوة الدنيا للمسلمين ، فلم يمنع من تحرّكهم ، بل تصلبت الأرض بسبب المطر وتلبدت ، وكان ذلك لطفا من الله ورحمة لهم .
.
2. تعبئة جيش المسلمين :
وارتفعت راية الإسلام خفاقة بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ، وكان هو صاحب لواء رسول الله ص دائما ، وأخذ النبي يعبئ أصحابه وينظم صفوفهم ، ويرشدهم إلى الأصول المعنوية للنصر في الحرب : غصضوا أبصاركم ولا تبدؤوهم بقتال ولا يتكلمن أحد! .
فسكت المسلمون ، وغضوا أبصارهم امتثالا لأمر رسول الله ص . وفيما كان رسول الله ص يعدل صفوف أصحابه ، فيقدّم المتأخر ويؤخر المتقدّم ، مستعينا بسهم كان في يده ، مر بسواد بن غزية ، أحد رجال الأنصار ، وهو خارج عن الصف متقدّم عليه ، فوضع السهم في بطنه ، محاولا دفعه به إلى الخلف برفق ، وهو يقول : «استو يا سواد» .
فقال سواد : «يا رسول الله ، أوجعتني ، وقد بعثك الله بالحق والعدل ، فأقدني!» .
فكشف رسول الله ص عن بطنه وقال : «استقل» . فاعتنق سواد رسول الله ثم انحنى فقبل بطنه .
فقال رسول الله : «يا سواد ، ما حملك على هذا؟
قال : «يا رسول الله ، حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسّ جلدي جلدك ! ، فدعا له رسول الله ص بخير وبهذا ، يكون قد استعذ الطرفان للمواجهة والقتال ، فقريش رصت صفوفها للقتال ، ورسول الله ص يقوم بذلك استعدادا للمواجهة الكبرى مع أقوى قوى الشرك في شبه
الجزيرة العربية .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق