الأحد، 19 أبريل 2020

إعلان الدعوة الإسلاميّة

إعلان الدعوة الإسلاميّة :
.
بعد أن نزلت الآيات الأولى من القرآن الكريم وانتشرت بين المسلمين ، أخذ المشركون من أهل مكة يفشون بينهم أنّ محمّدًا قد جنّ ، فنزلت الآيات الثلاث الأولى من سورة
نون ، ثم جاءه جبرئيل بسورة الضحى ، وكانت السورة الثالثة في التنزيل ، وفيها أمره الله تعالى أن يحدّث بما أنعم الله عليه من دينه ، وبما أنزل الله عليه وأمره به ، وأن يبلغ ما أرسل به ، وهكذا انتهت مرحلة السرية والكتمان ، وابتدأت الدعوة العلنية من خلال عقد ثلاثة بيانات لإعلان الدعوة الإسلامية . وهذه البيانات الثلاثة كان منها اثنان في
بداية الدعوة ، والثالث بعد فترة زمنية . وسوف نؤجل البيان الثالث إلى مكان صدوره ، وسنأتي على ذكر البيانين الأولين، وهما :
.
1. البيان العام الأول للدعوة العلنية العامّة :
.
بعد أن أمر رسول الله ص بإعلان دعوته إلى الناس ، صعد بين الصفاء وقال بصوت عال : «يا صباحاه!» ، فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : ما لك » .
قال : «أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني؟» .
قالوا : «بلى» ، ثم قال : «.. أيها الناس ، إن الرائد لا يكذب أهله ، ولو كنت كاذبا لما كذبتكم ، والله الذي لا إله إلا هو ، إني رسول الله إليكم حقًا خاصة وإلى الناس عامة ، والله لتموتونَ كما تنامون ، ولتبعثون كما تستيقظون ، ولتحاسبون كما تعملون ، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا ، وإنها الجنة أبدا أو النار أبدًا . وإنكم أول من أنذرتم » .
ولقد كانت قريش تعرف عن دينه بعض الشيء قبل هذا ، ولكن الخوف تملكها هذه المرة ، وهي تسمع ذلك الإنذار القوي . فبادر أحد قادة الكفر ، وهو أبو لهب ، إلى تبديد تلك المخاوف فورًا ، إذ قال لرسول الله ص : تبا لك ، ألهذا دعوتنا؟» . وتفرق على أثرها الناس .
.
2. البيان العام الثاني للدعوة العلنية العامة :
في أوائل السنة الرابعة لبعثته ص ، وبعد أن أنزل عليه القرآن بشهرين تقريبا ، قام خاتم النبيين ص بالأبطح قبل موسم الحج ، فقال : «إني رسول الله ، أدعوكم إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ، ولا تخلق ولا ترزق ، ولا تحيي ولا تميت» .
وجعل ص يعرض نفسه على قبائل العرب ، فسمعت وفود العرب في الموسم بأمره ، فكان إذا أتاهم ، قالوا : «كذاب ، امض عنّا .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق