الأحد، 26 أبريل 2020

الوضع الاجتماعي في يثرب

الوضع الاجتماعي في يثرب :
.
كان التكوين السكاني والديني في يثرب أحد أهم القضايا التي عمل النبي ص على تركيزها ، من أجل تجاوز نتائجها السيئة على الدعوة الجديدة . فقد كان الصراع الداخلي بين الأوس والخزرج يمزق وحدة المدينة ، وكانت قبائل اليهود ، على وحدتها الدينية ، ممزّقة ومحاربة ، فكانت يثرب ومحيطها ميدانا رحبا للفتن والحروب ، والمشاكل الأمنية اليومية ، ولم تكن في يثرب سلطة سياسية حتى تحاول ضبط الوضع الأمني، وتفرض نوعا من القوانين العامة المشتركة التي يتوافق عليها الجميع .
وفي الوضع الاقتصادي ، وقع اختلال حاد في موازين الثروة لمصلحة اليهود دون العرب ، ونشأ واقع اجتماعي متأزم ، تولد من شعور الأوس والخزرج بالاستغلال اليهودي لهم عن طريق الربا ، كما أن عقبات اجتماعية جديدة وصلت مع الهجرة النبويّة إلى يثرب ، تمثلت في الشعور بالتفوّق القرشي في الحجاز ، والذي حمله المهاجرون معهم من مكة ، وبقوا في يثرب تحت تأثيره . بالإضافة إلى شعورهم بنحو من الامتياز حيال الأنصار ، فهم المسلمون الأوائل الذين سبقوا إلى الإسلام ، وواكبوا الدعوة الإسلامية منذ بدايتها ، وهم الذين تعرضوا للتضييق والاضطهاد ، وتركوا أوطانهم وديارهم ، وهاجروا في سبيل الله . مما انعكس على الوضع النفسي والمعنوي للأنصار في يثرب ، فشعروا بهيمنة المهاجرين وتعاليهم عليهم ، وأخذت تختبئ تحت الرماد عناصر الاختلاف والشقاق بين
المهاجرين والأنصار .
وكانت القبائل المحيطة بيثرب ، كبني جهينة وأسلم ، مصدر خطر وقلق ، والتي يمكن أن تسبب للمسلمين الكثير من المشاكل ، كما يمكن أن تكون رأس جسر في المستقبل لنشاط معاد تدفع إليه قريش ضد المسلمين . وبالتالي يمكن أن يصبحوا مطمعا لأوباش الأعراب وذؤبانهم ، وهدفا لغاراتهم وعدوانهم ، استضعافا لهم واستهتارا بشأنهم .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق