رسول الله في يثرب :
.
انطلق رسول الله ص إلى المدينة على ناقته التي كان قد قدم عليها ، يحفه أهلها المسلمون بالتكبير والتهليل ، وعلي ع لا يفارقه ، يمشي بمشيه ، ولا يمرّ النبي ص ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم . وكان رؤوس الأوس والخزرج على رأس المستقبلين ، وكل واحد منهم يرغب في أن ينزل رسول الله ص في داره .
كما أن القاعدة القبليّة ، وقوّة الغني والثروة وأهميتها في تأسيس مراكز القوّة في العصر الجاهلي ، كانت تقضي بأن ينزل النبي ص في بيت من بيوت رؤوس القوم ومتنفذيهم ومترفيهم . ولكنّ الله تعالى أراد أن يخلص نبيه من الإحراج ، وأن يظهر دين الإسلام على حقيقته منذ اليوم الأول ، وفي أدق الساعات واللحظات والمواقف .
فتجسّدت إرادته تعالى في الموقف الحاسم الذي وقفه رسول الله ص ، قائلاً للناس ، حاسما الموقف : «خلوا سبيل الناقة ؛ فإنها مأمورة !» .
وانطلقت الناقة بالنبي ص وهو واضع لها زمامها ، حتى إذا وازت دار بني النجار بركت على مربد الغلامين يتيمين منهم - في الموضع الذي هو اليوم باب مسجد رسول الله الذي يصلي عنده على الجنائز ، فلمّا بركت ولم ينزل رسول الله وثبت ، فسارت غير بعيد ، ثم التفتت إلى خلفها ، فرجعت إلى مبركها أوّل مرّة فبركت ، ثم تحلحلت ورزمت ووضعت جرانها ، وذلك بالقرب من باب أبي أيوب خالد بن يزيد الأنصاري ، أفقر رجل
في المدينة ، يوم الجمعة عصرًا ، في الثلاثين من ربيع الأول أو الأوّل من ربيع الثاني ، في إعلان من الله تعالى عن طبيعة دين الإسلام ، وأنه دين الفقراء والمستضعفين ، وأن لا قيمة عنده للثروة والرئاسة والسلطة .
ثم نزل رسول الله ص عن الناقة ، فاجتمع عليه الناس ، وعادوا يسألونه أن ينزل عليهم ، ولكن أم أبي أيوب وثبت إلى الرحل ، فحملته وأدخلته إلى منزلها ، فلمّا أكثروا عليه ، قال رسول الله : «أين الرحل؟».
فقالوا : «أم أبي أيوب قد أدخلته بيتها» ، فقال: «المرء مع رحله» . وهكذا ، نزل النبي ص وعلي ع عند أبي أيوب الأنصاري ، ومكثوا عنده شهرا ، كان الأنصار خلاله يتناوبون في إرسال العشاء والغداء إليه ، كما كان النبي ص والمهاجرون والأنصار خلال هذا الشهر يعملون في بناء المسجد النبوي ، ومنازل النبي ص ، ومنزل علي بجد واجتهاد ، ثم
تحوّلا بعد الفراغ من بناء البيوت إلى منازلهما . وأمّا بقية المهاجرين فقد تنافس فيهم الأنصار، فتوزعوا على بيوتهم .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة
.
انطلق رسول الله ص إلى المدينة على ناقته التي كان قد قدم عليها ، يحفه أهلها المسلمون بالتكبير والتهليل ، وعلي ع لا يفارقه ، يمشي بمشيه ، ولا يمرّ النبي ص ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم . وكان رؤوس الأوس والخزرج على رأس المستقبلين ، وكل واحد منهم يرغب في أن ينزل رسول الله ص في داره .
كما أن القاعدة القبليّة ، وقوّة الغني والثروة وأهميتها في تأسيس مراكز القوّة في العصر الجاهلي ، كانت تقضي بأن ينزل النبي ص في بيت من بيوت رؤوس القوم ومتنفذيهم ومترفيهم . ولكنّ الله تعالى أراد أن يخلص نبيه من الإحراج ، وأن يظهر دين الإسلام على حقيقته منذ اليوم الأول ، وفي أدق الساعات واللحظات والمواقف .
فتجسّدت إرادته تعالى في الموقف الحاسم الذي وقفه رسول الله ص ، قائلاً للناس ، حاسما الموقف : «خلوا سبيل الناقة ؛ فإنها مأمورة !» .
وانطلقت الناقة بالنبي ص وهو واضع لها زمامها ، حتى إذا وازت دار بني النجار بركت على مربد الغلامين يتيمين منهم - في الموضع الذي هو اليوم باب مسجد رسول الله الذي يصلي عنده على الجنائز ، فلمّا بركت ولم ينزل رسول الله وثبت ، فسارت غير بعيد ، ثم التفتت إلى خلفها ، فرجعت إلى مبركها أوّل مرّة فبركت ، ثم تحلحلت ورزمت ووضعت جرانها ، وذلك بالقرب من باب أبي أيوب خالد بن يزيد الأنصاري ، أفقر رجل
في المدينة ، يوم الجمعة عصرًا ، في الثلاثين من ربيع الأول أو الأوّل من ربيع الثاني ، في إعلان من الله تعالى عن طبيعة دين الإسلام ، وأنه دين الفقراء والمستضعفين ، وأن لا قيمة عنده للثروة والرئاسة والسلطة .
ثم نزل رسول الله ص عن الناقة ، فاجتمع عليه الناس ، وعادوا يسألونه أن ينزل عليهم ، ولكن أم أبي أيوب وثبت إلى الرحل ، فحملته وأدخلته إلى منزلها ، فلمّا أكثروا عليه ، قال رسول الله : «أين الرحل؟».
فقالوا : «أم أبي أيوب قد أدخلته بيتها» ، فقال: «المرء مع رحله» . وهكذا ، نزل النبي ص وعلي ع عند أبي أيوب الأنصاري ، ومكثوا عنده شهرا ، كان الأنصار خلاله يتناوبون في إرسال العشاء والغداء إليه ، كما كان النبي ص والمهاجرون والأنصار خلال هذا الشهر يعملون في بناء المسجد النبوي ، ومنازل النبي ص ، ومنزل علي بجد واجتهاد ، ثم
تحوّلا بعد الفراغ من بناء البيوت إلى منازلهما . وأمّا بقية المهاجرين فقد تنافس فيهم الأنصار، فتوزعوا على بيوتهم .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق