الخميس، 23 أبريل 2020

بيعة العقبة الثانية

بيعة العقبة الثانية :
.
في الموسم القادم ، خرج جمع من الأوس والخزرج وقدموا مكة ، وكان أكثرهم مشركين على دينهم ، وفيهم عبد الله بن أبي بن سلول ، وفيهم ممن أسلم بشر كثيرون جاؤوا مع حجاج قومهم . وكان رسول الله ص نازلا في دار عبد المطلب ، في منى في أيام موسم الحج ، ومعه علي ع وحمزة . فجاءهم رسول الله ص وتواعد معهم على اللقاء في دار عبد المطلب في العقبة ، في أواسط أيام التشريق ليلا ؛ إذا هدأت الرجل ، حتى إذا انكشف أمرهم ، فإنهم يكونون قد أتموا حجهم ، ويستطيعون مغادرة مكة من دون أن يستطيع أحد الضغط عليهم ، وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ، ولا ينتظروا غائبا حتى لا يلاحظ أحد حركتهم ، ويرتاب في أمرهم .
فلمّا حجوا رجعوا إلى منى ، وناموا مع قومهم المشركين في رحالهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل أخذوا يتسللون إلى المكان المتفق عليه ، وهناك وجدوا النبي ص بانتظارهم ومعه علي بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب ، فدخلوا الدار ، ولما اجتمعوا كانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين .
وبعد أن عرف النبي ص إجابتهم ، أراد أن ينتخب منهم اثني عشر نقيبًا ، من أجل تنظيم علاقاته بهم ، ووضعهم أمام المسؤولية دائمًا عبر هؤلاء الكفلاء ، فقال لهم : «أخرجوا إلي
منكم اثني عشر نقيبًا يكفلون عليكم بذلك ، كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا» . فأشار جبرئيل ع إليهم ، يدل رسول الله عليهم واحدًا واحدًا . فقال لهم رسول الله ص : «أبايعكم كبيعة عيسى ابن مريم للحواريين ، كفلاء على قومكم ، على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم» .
فبايعوه على أن يمنعوه وأهله ممّا يمنعون منه أنفسهم ، وأهليهم وأولادهم ، وأن يؤووهم ، وينصروهم ، وعلى السمع والطاعة ، والنفقة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقولوا في الله ، ولا يخافوا لومة لائم ، وأن لا ينازعوا الأمر أهله .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق