الأربعاء، 8 أبريل 2020

حياة العرب في شبه الجزيرة العربية

حياة العرب في شبه الجزيرة العربية :
مرّت شبه الجزيرة العربية بفترة زمنية قاتمة من الناحية الفكريّة والثقافية والاجتماعيّة ، عبّر عنها القرآن الكريم بـ«الجاهليّة» . وقد استخدم هذا المصطلح في
الإسلام ، فعرفت تلك الفترة بـ«العصر الجاهلي»..
«الجاهليّة» اصطلاح مستحدث ظهر بظهور الإسلام ، وقد أطلق على حال ما قبل الإسلام تمييزا وتفريقا عن الحال الذي صار عليه العرب بظهور الرسالة ، على النحو الذي يحدث
عندنا وعند غيرنا من الأمم ، من إطلاق لتسميات جديدة للعهود القائمة ، والكيانات الموجودة بعد ظهور أحداث تزلزلها وتتمكن منها ، وذلك لتمييزها وتفريقها عن العهود التي تسمّيها أيضا بتسميات جديدة . ونجد في التسميات التي تطلق على العهود السابقة ما يدل ضمنا على شيء من الازدراء والاستهجان للأوضاع السابقة في غالب الأحيان وقد استخدم القرآن الكريم هذا المصطلح في إشارة إلى الجاهلية من نواح عدّة فكريّة ، وثقافية واجتماعية وغيرها ، وهي :
قال تعالى : يَظنونَ بالله غير الحق ظنّ الجاهلية .
قال تعالى : أَفَحَكمَ الجاهليّة يَبْعُونَ وَمَن أحسّن من الله حكما لقوم يوقنون .
وقال تعالى : وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرّج الجاهلة الأولى .
وقال تعالى : إذ جَعَلَ الذينَ كَفَرُوا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية .
وقد أطلق القرآن الكريم هذا المصطلح على حياة العرب قبل الإسلام ؛ ليشخص طبيعة هذه المرحلة الحضارية والعقائدية ، وليضعها في صف أخواتها من جاهليّات الأمم والشعوب الأخرى . ولم يطلق هذا المصطلح نتيجة لجهلهم بالعلوم والمعارف ، لأنهم كانوا أميّين لا يعرفون القراءة والكتابة ، ولا لأنهم كانوا أمة متخلفة في الحياة المدنية ، أو لأنهم كانوا يتصفون بالمفاخرة بالأنساب والتباهي بالأحساب ، وغير ذلك من الخلال التي كانوا يتصفون بها ، بل أسماهم جاهليين لصدق انطباق المفهوم الجاهلي في عرف الإسلام عليهم ، وحقيقة هذا المصطلح هي عبارة عن مرض حضاري ، وحالة فكريّة ونفسيّة ، تعتري الأفراد والشعوب والأمم في كل عصر وجيل ، وإن مظاهر الحياة الجاهلية مشابهة لغيرها من العصور تمامًا رغم فواصل الزمان والمكان .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق