الأربعاء، 22 أبريل 2020

هجرة النبي ص إلى الطائف

هجرة النبي ص إلى الطائف :
.
خرج رسول الله ص إلى الطائف من أجل أن ينشر دعوته فيها ، ويجد فيها النصر والمؤازرة والمنعة من قومه ، وكان يرافقه في هذه الهجرة على ع وزيد بن حارثة .
وكانت هذه الرحلة بداية جديدة في سياسته في الدعوة إلى الدين الحنيف . ولما انتهى رسول الله ص إلى الطائف ، عمد إلى نفر من ثقيف ، هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم ، وهم إخوة ثلاثة : عبد ياليل بن عمرو ، ومسعود بن عمرو ، وحبيب بن عمرو ، فجلس إليهم رسول الله ص ودعاهم إلى الله ، وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام ، والقيام معه على من خالفه من قومه . ولكنهم بدلاً من أن يقبلوا دعوته ، أغروا به سفهاءهم وعبيدهم ، فأخذوا يصيحون به ويسونه ، ولولا الإمام علي ع الذي دافع عنه ، لأصابه منهم أذى كبير .
ثم عاد رسول الله ص إلى مكة المكرمة ، وقد غاب ص عن مكة في هذه الهجرة أربعين يوما . وتكشف هذه الهجرة عن أن توجه النبي ص إلى الطائف بعد إعراض أهل مكة عنه ، دليل على حرص النبي ص على هداية الناس ، واستمراره في دعوته للإسلام ، وعدم اليأس من استجابة الناس .
ثم إن هجرته إلى الطائف لم تحقق إمكانية فتح منفذ للدعوة في قبيلة ثقيف ، حيث رفضت ثقيف الانسياق مع دعوة النبي ص بسبب علاقاتها الاقتصادية والاجتماعية مع
قريش ، أو كان رفضهم بسبب عدم رغبتهم في التخلي عن آلهتهم في الوقت الذي كانت فيه قريش تعاند محمدًا في الدفاع عن آلهتها ، ومعنى تخليهم قد يكون بنظرهم بقاء
قريش سيدة الأصنام دونهم .
لقد كانت رحلة الطائف المحاولة الأخيرة للخروج من مكة من دون ضمانة أكيدة .
ولذلك فقد دأب على الاتصال بالقبائل خلال موسم الحج وبهذه الطريقة نشا أمر الإسلام ، وانتشرت أخباره في أنحاء شبه جزيرة العرب ، إلى أن التقى صدفة خلال تكراره
الاتصال بقبائل العرب ببعض أهل يثرب من الأوس والخزرج كما سيأتي .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق