السبت، 9 مايو 2020

الخروج إلى دومة الجندل

الخروج إلى دومة الجندل :
.
تحرك خاتم النبيين في السنة الخامسة في شهر ربيع الأول منها مع ألف من أصحابه ، فكان يسير الليل ويكمن النهار ؛ ليتمكن من مفاجأة العدو ، وأخذه على حين غرّة ، من دون أن يتكبد المسلمون خسائر قد تقع لو أن المشركين كانوا يعلمون بمسير المسلمين إليهم ومستعدين للحرب . وقد غاب عن المدينة مع ألف من أصحابه في هذه الرحلة ، قرابة شهر كامل ، إلى مكان بعيد ، مسافة تزيد عن خمسة عشر يوما ، مع أن
الأعراب كانوا حول المدينة لا يزالون على الشرك ، وهم يترقبون المسلمين ، ويستغلون الفرصة المناسبة للوقيعة بهم ، ومع أن فيها من المنافقين ما لا يقل عددًا عن المسلمين ، وكانوا على اتصال دائم بقريش وأحلافها من المشركين . ومع ذلك ، فقد كان النبي ص مطمئنا إلى عدم وجود أخطار حقيقية على المدينة . فقد كانت أجهزة استخباراته قوية وفاعلة ، لا يفوتها رصد أية تحركات أو تجمعات مريبة ، بل وحتى تستطيع رصد المؤامرات والنوايا أحيانا . وكانت عيونه مبثوثة في مختلف الأنحاء والأرجاء , كما أن مهاجمة المدينة في غياب الرسول ما تحتاج إلى جمع قوى كثيرة من مختلف القبائل ، ولن يخفي ذلك على عيون خاتم النبيين ، مع أنه كان قد احتاط وعقد تحالفات ومعاهدات كثيرة في المنطقة ، وإذا كانت قريش قد عجزت وفشلت ، فكيف بقبائل لا تملك ما كان لقريش من قوة وشوكة ؟
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق