الخميس، 7 مايو 2020

المبارزة الأولىالمبارزة الأولى

المبارزة الأولى :
.
تقدم عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد ، فأخذوا يدعون إلى المبارزة ، فخرج إليهم من المسلمين ثلاثة فتية وهم : «عوف» و «معوذ» ابنا الحارث ، و«عبد الله بن رواحة» . فقال عتبة : «من أنتم؟ انتسبوا لنعرفكم» .
فقالوا : «نحن بنو عفرا أنصار الله وأنصار رسول الله» .
قال : «ارجعوا ، لسنا إياكم نريد ، إنّما نريد الأكفاء من قريش!» . فأرجعهم رسول الله ص ، ثم بدأ رسول الله بأهل بيته من المهاجرين ، ونظر إلى ابن عبيدة بن الحارث ثم نظر إلى عمّه حمزة بن عبد المطلب ، ثم نظر إلى أمير المؤمنين ع ، وقال لهم : قوموا . ثم قال لهم : «فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم . قد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد أن تطفئ نور الله» . ثم قال : «يا عبيدة عليك بعتبة» ، وقال لحمزة : «عليك بشيبة» ، وقال لعلي : «عليك بالوليد بن عتبة» ، فمروا حتى انتهوا إلى القوم فحمل عبيدة على عتبة ، وضربه على رأسه ضربة ففلق هامته . وضرب عتبة عبيدة على
ساقه فقطعها ، وسقطا ، وحمل حمزة على شيبة فتضارب بالسيف حتى انثلما ، وكل واحد يتقي بدرقته ، وحمل أمير المؤمنين ع على الوليد بن عتبة ، فضربه على عاتقه ، وأخرج
السيف من إبطه ، فأخذ الوليد يمينه المقطوعة بيساره ، فضرب بها هامة علي ع .
ونادى المسلمون : «يا علي ، أما ترى الكلب قد أبهر (أعجز عمّك؟! . فحمل علي ع على شيبة ، وقال لعمّه حمزة : «يا عم ، طأطئ رأسك» . وكان حمزة طويلا ، فأدخل حمزة
رأسه في صدره ، وضرب علي ع رأس شيبة فطير نصفه . وكان عتبة قد قطع رجل عبيدة ، وفلق عبيدة هامته ، فجاء علي ع إلى عتبة وفيه رمق ، فأجهز عليه . فيكون أمير
المؤمنين قد شرك في قتل الثلاثة ، ثم حمل هو وحمزة عبيدة بن الحارث حتى أتيا به رسول الله ص ، فنظر إليه رسول الله واستعبر ، وقال عبيدة : «يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي
ألست شهيدًا؟» ، قال رسول الله : «بلى ، أنت أوّل شهيد من أهل بيتي» .
ونزل في هؤلاء الستة قوله تعالى : (هذان خصمان اختصموا في ربهم ، فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم) ، ونزل في علي وحمزة وعبيدة أيضا قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤمنين رجال صدقوا مَا عاهدوا اللَّهُ عَلَيْهِ فَمِنهُم مُن قضى نحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظرُ وَمَا بَدَلُوا تبديلا) .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق