الخميس، 23 أبريل 2020

التحضير للهجرة النبوية وإيثار الإمام علي ع

التحضير للهجرة النبوية وإيثار الإمام علي ع :
.
بعد مكر قريش وتخطيطها لقتل النبي ص ، نزل جبرئيل على رسول الله ص بما كان من كيدهم ، وأخبره الخبر . قال تعالى : "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" . ثم جاءه بأمر من الله في ذلك ووحيه ، وما عزم له من الهجرة ، ثم إن النبي ص منع من بقي من أصحابه ولم يهاجر بعد من الخروج من داره في تلك الليلة . ثم دعا عليا بن أبي طالب ع لوقته ، فقال له : «يا علي ، إنّ الروح هبط علي يخبرني أن قريشا اجتمعت على المكر بي وقتلي ، وإنه أوحي إلي عن ربي عزّ وجل أن أهجر دار قومي ، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي ، وإنه أمرني أن أمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليهم أثري ، فما أنت صانع؟».
فقال علي ع : «أوتسلمت بمبيتي هناك يا نبي الله؟»، قال: «نعم»..
فتبسم علي ضاحكا ، وأهوى إلى الأرض ساجدا شاكرا لما أنبأه به رسول الله من سلامته . فلمّا رفع علي ع رأسه ، قال لرسول الله : «امض بما أمرت ، فداك سمعي وبصري ، وسويداء قلبي ، ومرني بما شئت ، وإن توفيقي إلا بالله». .
فقال له : «فارقد على فراشي ، واشتمل ببردي الحضرمي ، ثم إني أخبرك ، يا علي ، أنّ الله تعالى يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ، ومنازلهم من دينه ، فأشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، وقد امتحنك يا ابن عم ، وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل عليه ، فصبرا صبرا ، فإنّ رحمة الله قريب من المحسنين .
ثم ضمّه النبي ص إلى صدره وبكى وجدًا به ، وبكى علي ع لفراق رسول الله ص . ولبث رسول الله بمكانه مع علي ع ، يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صليا العشاءين .
.
المصدر : كتاب السيرة النبوية المباركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق